بطاقة تعريفية للنص:

  • اسم النص: وطني
  • صاحب النص: محمود درويش، ولد في قرية البروة بفلسطين عام 1941، شغل منصب رئيس رابطة الكتاب والصحفيين الفلسطينيين، وتنقل بين عدة عواصم عربية وغربية، توفي بالولايات المتحدة الأمريكية عام 2008، من أهم أعماله ومؤلفاته: أوراق الزيتون، عاشق من فلسطين، آخر الليل، أحبك أو لا أحبك.
  • نوع النص: قصيدة شعرية عمودية ذات بعد وطني.
  • مصدر النص: آخر الليل، الأعمال الكاملة، دار العودة، بيروت 1983، ص 239 - 240.


المفردات والمعاني:

  • جداول: جمع جدول وهو المجرى المائي.
  • جدائل: جمع جديلة وهي الضفيرة.
  • المرج: الحقل اليانع.
  • الفاتحون: الغزاة المعتدون.
  • صرير: ما تحدثه السلاسل من صوت وصلصلة.
  • زنزانة: غرفة داخل السجن تتخذ بشكل انفرادي، إمعانا في التعذيب.


الفكرة العامة:

حب الشاعر لوطنه، وإصراره على الصمود والتحدي إلى حين تحقيق النصر.


الأفكار الرئيسة:


المقطع
حيزه في النص
مضمونه
الأول
البيتان (1-2)
- صمود الشاعر وتفاؤله بتحقيق النصر.
- اكتشافه روح الوطنية لدى الفلسطينيين.
الثاني
من البيت 3 إلى البيت 5
- تحدي الشاعر لكل أشكال التعذيب التي واجهها داخل السجون بالصبر والتفاؤل.
الثالث
من البيت 6 إلى البيت التاسع
- ردّ الشاعر على العدو بمواصلة التحدي والتحلي بالصبر والصمود.


القراءة التركيبية

  • شكل التعلق بالوطن والارتباط به أحد أهم الموضوعات التي اهتم بها الشعراء؛ كون الوطن مصدر الاعتزاز والكبرياء والشعور بالبطولة والشجاعة، والشعر شكل من أشكال الدفاع عن الوطن والتعبير عن حبه والتعلق به، وهذا ما يظهر جليًا في قصيدة محمود درويش.
  • يتضمن النص قيمًا وطنية وإنسانية، منها: الصمود والإيمان بالقضية، وعدم فقد الأمل، وحب الوطن والنضال في سبيل عزة الوطن.


القراءة التحليلية


القراءة التحليلية للعنوان

العنوان (وطني) مركب إضافي أضيف فيه ضمير المتكلم العائد على الشاعر (الياء) إلى الوطن للدلالة على ارتباطهما وعدم افتراقهما، فكلاهما شيء واحد، والملاحظ أن لفظة "الوطن" جاءت معرفة بالإضافة للدلالة على حاجة الوطن للمواطن وحاجة المواطن للوطن، فلا معنى لأحدهما في غياب الآخر، وثمة نقطة أخرى تدل على الارتباط الوثيق بين المنادي (الشاعر) والمنادى (الوطن) وهي حذف أداة النداء، فلا يحتاج المنادى إلى أداة نداء تبعد بينه وبين المنادى.


القراءة التحليلية للنص الشعري

راوح الشاعر بين استخدام الألفاظ الدالّة على الألم والألفاظ الدالة على الأمل، وبيانها في الآتي:


الألفاظ الدالة على الألم
الألفاظ الدالة على الأمل
عنف، هزيمتي، عذاب، زلزال، سلاسل، زنزانة، سدوا.
رقة، المتفائل، شمس، مرج، جدائل، ظلال، توهج.
الأمل في ظل الألم يعني التحدي والصمود، وبالأمل خفف الشاعر من معاناته داخل السجن.


بداية ونهاية القصيدة

  • بداية النص: خاطب فيه الشاعر وطنه للتعبير عن قرب المسافة النفسية بينهما، كما يصف فيه إحساسه بالعنف ضد العدو الصهيوني وبالرقة إزاء وطنه فلسطين الذي يطمح للحرية، كما نجد الشاعر درويش يفتتح قصيدته بالجمع بين لفظتين متناقضتين (عنف ≠ رقة) للدلالة على وضعية الشاعر وإحساسه داخل السجن، حيث يتجاذبه إحساسان متناقضان؛ إحساس بالعنف إزاء العدو، وإحساس بالرقة والأمل والتفاؤل بنيل الحرية وتحقيق النصر.


  • نهاية النص: عبر فيه الشاعر عن بعد المسافة النفسية بينه وبين العدو الصهيوني الذي يكرهه كرهًا شديدًا، ويتحداه بكل صبر وصمود، ويختم القصيدة بإجراء تقابل بين ألفاظ البيت الأخير فيما بينها (توهج جبهتي ≠ صرير سلاسلي)، وتقابل بينها وبين ألفاظ البيت الأول (رقة المتفائل = توهج جبهتي (لأن التوهج رمز للتفاؤل))، ونفس الأمر ينطبق على (عنف النسور = صرير سلاسلي (لأن السلاسل ترمز للعنف)).




إذا تأملنا العنوان والبيتين الشعريين الأول والأخير نفترض أن موضوع القصيدة يتناول ارتباط الشاعر بوطنه وتأكيده على الصمود والتحدي حتى نيل الحرية.




الخصائص الفنية والبلاغية

اللغة المستخدمة في النص

  • اللغة مبتكرة تحقق لذة جمالية تتجاوز المألوف المتداول، غير مباشرة أو تقريرية، عبرت عما يجيش في وجدان الشاعر من أحاسيس وعواطف، وساعدت على تأكيد المعاني وترسيخها، وظهر ذلك في الكثير من المواضع (وطنـي يعلّمني حديدُ سـلاسلي - عنفَ النسورِ ورِقّـةَ المتفـائـلِ، كتبوا على الجدران رقم بطاقتي - وحفرت بالأسنان رسمك دامياً...)
  • كما استخدم التشخيص ورسم صور حسية ملموسة لما هو عاطفي مستتر، نحو (أغمدت في لحم الظلام هزيمتي - غرزت في شعر الشموس أناملي...).


الأساليب المستخدمة في النص

  • ظهر في القصيدة استخدام أساليب عدة، وهي:

- النداء، وذلك في قول (وطني) وهنا حذفت أداة النداء.

- النفي، في قول (ما كنت أعرف).

- القصر، وذلك للدلالة على الإصرار والتحدي والرفض القاطع، ومثاله: (لم يفتحوا إلا…، لن يبصروا إلا…).

  • تهيمن على النص الجمل الفعلية؛ للدلالة على حركية الشاعر ووجوده، رغم كيد العدو، على نحو: (أغمدت، حفرت، غرزت)، كما نلاحظ أيضًا تردد الفعل المضارع (يبصروا - يسمعوا)، ما يدل على استمرار المعاناة والتفاؤل على حدّ سواء.
  • تكرر ضميران على امتداد القصيدة، هما: ياء المتكلم الدالة على ذات الشاعر الصامدة، مثال (وطني، سلاسلي، بطاقتي)، وواو الجماعة الدالة على المحتل المستمر في ظلمه (سدوا، كتبوا، رسموا).


الصور الفنية

الصورة الشعرية تركيب لغوي يمكّن الشاعر من تصوير معنى عقلي وعاطفي متخيل ليكون المعنى متجليًا أمام المتلقي، حتى يتمثله بوضوح ويستمتع بجمالية الصورة، وفي الآتي عرض لبعض مواضع الصور الفنية:

  • التشبيه، وقد ظهر ذلك في قول (توهج جبهتي) هنا شبه جبهته بالشمس.
  • الاعتماد على الاستعارة، وذلك في أكثر من موضع، هي: (يعلمني حديد سلاسلي، عرس جداول، أجمدت في لحم الظلام هزيمتي).
  • استخدام الكناية، حيث ترمز (السنابل) الواردة في القصيدة إلى الخصب والخير، وترمز (الجدائل) إلى الصبر والشموخ والصمود.


الأساليب البلاغية

  • استخدام الجناس الناقص، وذلك في (الجداول - الجدائل).
  • التكرار، يتجلى في تكرار مجموعة من الألفاظ (الجدران، رسم، شمس، فتح…).
  • استخدام الترادف، وذلك في (النور - الشمس)، (كتبوا - رسموا)، (أغمدت - غرزت).
  • الطباق، وذلك في (ظلام - نور)، (عنف - رقة)، (رسموا - محت).


الإيقاع الموسيقي

ظهر في الأبيات استخدام حرف اللام باعتباره الروي في القصيدة، وقد أُشبع في الأبيات الثلاثة الأخيرة؛ (أناملي، زلازلي، سلاسلي)، وقد أسهم الإيقاع الموحد في إعطاء نبرة موحدة لموسيقى القصيدة، مع إحداث تماسك داخلي لجو القصيدة، ما ساعد على شد انتباه القارئ وضمان تفاعله مع مضامين النص.