التعريف بالنص

  • اسم النص: النهر المتجمد.
  • كاتب النص: ميخائيل نعيمة هو مفكر وشاعر وقاص ومسرحي وناقد، وُلد سنة 1889، ترك وراءه الكثير من الأعمال والمؤلفات، المكتوبة بالعربية والإنجليزية والروسية، وهي كتابات تشهد له بالامتياز، وتحفظ له المنزلة السامية والرفيعة في الأدب.
  • نوع النص: قصيدة شعرية.
  • مصدر النص: المجموعة الشعرية همس الجفون.


الفكرة العامة

وصف النهر المتجمد وحالة الكآبة والحزن الظاهرة عليه، مع وجود تفاؤل بعودة المياه للجريان فيه عن قريب.


المعاني والمفردات

  • نضبت: جفّت
  • هرمت: مرحلة متقدّمة من العمر.
  • خار: ضعف.
  • كبلتك: قيدتك.
  • ذللتك: جعلتك ذليلاً مستسلماً.
  • يجثو: جلس على ركبتيه.
  • حبلى: حامل.
  • ثملى: سكرانة من نشوة أنوار النهار.
  • المروج: جمع مرج، وهي أرض واسعة ذات نبات.
  • تموج: تتحرّك.
  • سِيّان: مثنى (سِيّ) وهو المثل والنظير.
  • غدا: أصبح.
  • مُبهم: غير واضح ولا معروف.


فهم النص

:في الآتي بيان لأسئلة فهم النص مع إجاباتها


ماذا يخاطب الشاعر في القصيدة؟
النهر.
كيف كان النهر في الماضي؟
كان متدفّقًا.
هل سيبقى النهر متجمّدًا؟
لا بل يعود للحياة في الربيع.


شرح النص

في الآتي شرح لأبيات القصيدة من خلال طرح الأسئلة والإجابات:


  • المقطع الأول من البيت (1-10)


عمّ سأل الشاعر النهر؟
سأله عن سبب نضوب مياهه عن الخرير وضعف عزمه فتوقف عن الجريان والمسير.
ما المقصود بالأكفان الواردة في الأبيات؟
المقصود بها الجليد الذي غطى النهر.
ما علاقة الأكفان بالجليد؟
يتشابه كلاهما باللون الأبيض، وكلاهما يغطي جثة الميت باعتبار أن هذا النهر متجمد، والمتجمد في حكم الميت.
استخرج مظاهر الحزن والأسى التي تضمّنتها الأبيات.
خار عزمك، أخرسك الأسى، ما هذه الأكفان، يجثو كئيبًا.
كيف كان حال النهر سابقًا كما عبّر عنه الشاعر؟
قد كنت أيها النهر من قبل تسير في اتجاهك، ولا يخيفك أي شيء في طريقك، وقد كنتُ آتيكَ أيها النهر والدموع على وجنتيَّ، وكنتَ تعزيني وتواسيني.
كيف حال النهر حالياً كما عبّر عنه الشاعر؟
اليوم فقد تملكتك سكينة الموت وهدوءه المعروف فتوقفت وفنيت، اليوم إذا جئت ضاحكًا مستبشرًا بكيت لحالك واستيئست لواقعك المرير.
الفكرة الرئيسية في الأبيات تتمثّل بـ:
*وصف الشاعر لحالة النهر في فصل الشتاء.
*وصف تأثير النهر المتجمد على الطبيعة ككل، فلا طائر يغرد، ولا أوراق شجر تزهو بخضرتها، بل أتى سرب من طيور الغربان السوداء تشيع النهر المتجمد إلى مثواه الأخير.


  • المقطع الثاني: (11-16)


هل كان الشاعر متفائلاً في نهاية النص؟
نعم كان متفائلًا.
كيف عبّر الشاعر عن تفاؤله؟
أكّد أن الشتاء سينصرف وتعود أيام الربيع، وستشرق الشمس وتذيب عن النهر قيود الجليد وتمنحه الحرية مرة أخرى، وسوف تعود مياهه العذبة إلى البحار مثلما كانت.
كيف ستصبح الطبيعة بعد عودة الحياة للنهر المتجمد كما يرى الشاعر؟
ستبتهج الطبيعة بعودة الحياة للنهر المتجمد، فتنشر نسيمها العليل فوق أغصان الأشجار اليانعة، وتهدي الشمس الدافئة حلة من الأزهار تكسو جوانب النهر البسّام، فتشكل لوحة ربيعية جميلة، وتختمها في الليل انعكاس نجوم السماء على صفحة مياهه الشفّافة.
الفكرة الأساسية في الأبيات:
*أمل الشاعر في عودة الحياة للنهر في الربيع.
*وصف الطبيعة بعد عودة الحياة للنهر المتجمد، فقد عادت إليها الحياة أيضاً.


  • المقطع الثالث: (17 - 23)


كيف يرى الشاعر نفسه في الماضي؟
كان في الماضي يملك قلباً نابضاً بالآمال، ولا يشكو الملل والضجر.
كيف أصبح حال الشاعر الآن؟
تحوّل قلبه إلى الغربة واليأس، وتساوى الحزن واليأس مع الفرح في قلبه، فعندما انتبذت الحياة في قلب الشاعر، انعزل عن الناس ولم يعد يشتاق إلى أحد، وانطوى على نفسه.
كيف يرى الشاعر بأنّه يختلف عن النهر؟
يرى أنّه لن يعود كما كان من قبل، أمّا النهر فسيعود إلى طبيعته ونشاطه.
هل التعبير في كلمة تموج في البيت (حر كقلبك فيه آمال وأهواءٌ تموج) حقيقي؟
لا فهي هي تعبير مجازي.
الفكرة الأساسية في الأبيات:
*تصوير حال الشاعر المشابهة لحال النهر.
*بيان وجه الاختلاف بين الشاعر والنهر في نهاية القصيدة.


القراءة التحليلية


اللغة

  • استخدم الشاعر لغة سهلة وواضحة، مثل: (يا نهرُ هل نضبتْ مياهُكَ )، (وها أبكي أنا وحدي، ولا تبكي معي)، وقول (فيغرد الحسّـونُ فوق غصونه بدل الغـراب).
  • استخدم الشاعر ضمير المخاطب بصورة جلية، فهو يخاطب النهر، وذلك كما في: (مياهُكَ، هَرِمْتَ، أتيتُكَ، حولكَ، رأسكَ، مياهكَ).
  • تأثّر الشاعر بالطبيعة بشكل واضح، وذلك يظهر من خلال ازدحام النص بمفردات الطبيعة الجامدة والمتحركة، كما في: (حدائق، زهور، نهر، صفصاف، ريح).


الأسلوب

  • طغى على النص أسلوب الخطاب، فالشاعر يخاطب النهر المتجمد.


  • ظهر في القصيدة عدة أساليب استخدمها الشاعر، هي:

- الاستفهام، كما في: (يا نهرُ هل نضبتْ مياهُكَ فانقطعتَ عن الخرير؟) (قد كبَّلَتْكَ وذَلَّلَتْكَ بها يدُ البرْدِ الشديدْ؟)، والاستفهام هنا استنكاري الهدف منه إثارة الدهشة والاستغراب من حال النهر.

- التعجب، كما في: (تبكي، وها أبكي أنا وحدي، ولا تبكي معي!).

- النداء، كما في: (يا نهر).


  • اعتمد الشاعر في هذا النص أسلوبين مهمين في التصوير:

- الاستعارة؛ حيث استعار الحياة والمشاعر والحركة من الكائن الحي ليضيفها على النهر المتجمد، وخاطبه مخاطبة الواعي الذي يفهم، ويدرك ما يقال له.

- المقارنة والمقابلة: حيث قارن حال النهر في حالتي السكون والحركة، والإقبال والإدبار، وهو يرمي بذلك إلى تشبيهه بنفسه التي يتجاذبها اليأس والأمل، والتشاؤم والتفاؤل، وكيف أن الحياة تمضي ولا تلتفت إلى باكٍ أو شاكٍ أو متألم، وكأنها تقول له: إن الحياة هي من صنع يديك، لا من صنع غيرك، ومن الألفاظ الدالة على المقابلة (باكياً سلّيتني يقابلها ضاحكاً أبكيتني)، والألفاظ الدالة على المقارنة: (ربيع - شتاء) و(نَوْح - ضحك) و(البائسين - أبناء الصفاء).


العاطفة

  • تنوّعت العواطف في القصيدة، فقد غلب اليأس في بداية القصيدة، (يا نهرُ هل نضبتْ مياهُكَ فانقطعتَ عن الخريـر؟) وبعدها ظهر الأمل والتفاؤل (لكن سينصرف الشتا، وتعود أيـام الربيـع ) في نهاية القصيدة.
  • تحمل القصيدة في عمقها فكرة أخلاقية واضحة، فبالرغم من مفرداتها التي تدل على الطبيعة كما في: (النهر المتجمد شتاء) و (عودة الحياة للنهر المتجمد في فصل الربيع)، إلّا أنّها تتعلق بثنائية اليأس والأمل، وهما حالتان يمر بهما الإنسان، فكأنّما الإنسان كالنهر المتجمد الذي ينتظر حتمًا فصل الربيع ليعيد الحياة إليه.