التعريف بالكاتب
هو مصطفى لطفي المنفلوطي، ولد عام 1876م في مدينة منفلوط، درس في الأزهر، واشتغل بوظائف عدة، فعمل بالتحرير في جريدة (المؤيد)، وعمل أميناً في (البرلمان) وهو ما يسمى بمجلس الشعب الآن، وافته المنية عام 1924م، وترك وراءه العديد من المؤلفات والأعمال الأدبية، مثل: النظرات، العبرات، وله بعض الأعمال المترجمة، مثل الفضيلة، الشاعر، في سبيل التاج، وماجدولين.
الأفكار الرئيسية
- الخلق شعور بالمسؤولية، وذلك من (الحق هو شعور المرء بأنه مسؤول أمام ضميره ... إلى حتى يصدق في أفعاله صدقه في أقواله).
- يقظة الضمير، وذلك من (لا ينفع المرء أن يكون زاجره عن الشر ... إلى يستنير بنوره في طريق حياته).
- مظاهر الخلق الطيبة، بقوله (الخلق هو الدمعة التي تترقرق في عيون الرحيم كلما وقعت عينه على منظر من مناظر البؤس).
- الدفاع عن الوطن أحد أشكال مكارم الأخلاق، بقوله (الخلق .. هو الصرخة التي يصرخها الشجاع في وجه من يجترئ على إهانة وطنه، أو العبث بكرامة قومه).
- الخلق يتمثل في أداء الواجب لذاته، من قوله (وجملة القول:) إلى نهاية النص (النفور من الرذيلة).
المعاني والمفردات
- يسيطر: يستحوذ.
- تستوي: تتعادل.
- زاجراً: مانعاً.
- قائده: هاديه ومرشده.
- جملة القول: خلاصة القول.
- بقطع النظر: بصرف النظر.
- منارة: مكان مرتفع يصدر منه النور.
- تترقرق: تتحرك ضد تتحجر.
- يتصبب: ينحدر ويسيل.
- يجترئ: يجرؤ.
- النفور: البعد والكراهية.
شرح النص
- يشير الكاتب بداية إلى أن الضمير هو ميزان الأخلاق الكريمة الذي يجعل صاحب الخلق الطيب يشعر بالمسؤولية عما يجب أن يفعله، فالكريم يتصدق بالسر والعلانية، والرحيم يتأثر قلبه قبل عينه، والعادل من يحكم على نفسه قبل الحكم على الآخر، والصداق من يصدق قوله فعله.
- ولا ينفع أن يكون المانع من ارتكاب الشر الخوف من العقاب أو القانون، بل يجب أن يكون الرادع ضميره الذي يهديه ويرشده للأخلاق الكريمة.
- ومن مظاهر الخلق الكريم، الدمعة في عين الرحيم حين يعجز عن تقديم يد المساعدة والشدة في وجه كل من يحاول العبث بوطنه، وخلاصة القول كما وضحها المنفلوطي تتمثل في أن يؤدي المرء واجبه دون انتظار الشكر، ولننشر الأخلاق يجب أم نحيي الضمائر التي تتشبث بحب الفضيلة وترفض الرذيلة وتنفر منها.
مواطن الجمال في النص
تميز المنفلوطي بلغته الواضحة والسهلة، وبجمال التصوير وقوة العاطفة، ومن أبرز مواطن الجمال التي تكشفت في النص ما يلي:
الصور الجمالية
- (الخلق هو شعور المرء بأنه مسؤول أمام ضميره)، حيث صور الضمير قاضياً والإنسان أمامه مسؤول عن تصرفاته وأعماله.
- (زاجره عن الشر خوفه من عذاب النار، أو خوفه من القانون)، صور الخوف بأنه إنسان يمنع وينهى.
- (ضميره قائده) صور الضمير بأنه من يقود الإنسان في حياته.
- (ضميره منارة)، صور الضمير بأنه منارة يهتدي الإنسان إليها.
المحسنات البديعية
وجود التضاد في النص، مثل (السر - العلانية)، (أفعاله - أقواله)، والغاية منه توضيح المعنى.
الأسلوب
- (أن الخلق هو أداء الواجب لذاته): أسلوب التأكيد في (أن).
- (إنما ينفعه): أسلوب القصر بـ (إنما).
- (الخلق هو الدمعة - الخلق هو العرق - الخلق هو الصرحة) تكرار الخلق للدلالة على تعدد مظاهره.
الجرس الموسيقي
(يجترئ على إهانة وطنه - العبث بكرامة قومه)، حيث تتوافق النهايات ما يزيد من التأثير في النفس.
للمزيد يمكنك الاطلاع على تحضير نص: التضامن ولو بكلمة، والمروءة