التعريف بالنص:

  • اسم النص: أخلاق صديق.
  • كاتب النص: ابن المقفع، هو مفكّر فارسي، عاصر كُلاً من الخلافة الأموية والعباسية، درس الفارسية وتعلّم العربية في كتب الأدباء واشترك في سوق المربد، نقل من البهلوية إلى العربية كليلة ودمنة، وله في الكتب المنقولة الأدب الصغير والأدب الكبير فيه كلام عن السلطان وعلاقته بالرعية وعلاقة الرعية به، والأدب الصغير حول تهذيب النفس وترويضها على الأعمال الصالحة ومن أعماله أيضاً مقدّمة كليلة ودمنة.
  • نوع النص: نص نثريّ ينتمي إلى فن الوصايا، وهو فن من فنون الأدب العربي ويجمع فيه الموصي ما استخلصه من حياته والتجارب التي مرّ بها ويجسّد في كلمات عمق مودته.
  • مصدر النص: ابن المقفع، ضمن نصوص من الترّاث لأبي الحسن الندّوي، ص: 75


الفكرة العامة

بيان الكاتب الأسس والمعايير التي على أساسها يتم اختيار الصديق المثالي.


المعاني والمفردات

  • خارجًا من سلطان بطنه: أي لا تتملّكه بطنه.
  • يبطر: أي يتكبرّ.
  • بزّ: أفحم.
  • مراء: هو الجدال.
  • يدلي: يقدّم ويتفضّل برأي.
  • يتسخّط: يكثر الشّكوى.
  • أطقتها: استطعت القيام بها.
  • يماري: يجادل، ينازع.
  • يتبرم: يضجر.


شرح النص

  • الفقرة الأولى (كان لي أخ - مصيبة):


ما سر عظمة الصديق في عين صديقه؟
صِغَرُ الدُّنْيَا فِي عَيْنَيْهِ.
أعِدْ قراءة العبارة (فلا يشتهي ما لا يَجِدُ، ولا يُكثِرُ إذا وجَدَ)، وحلّلْ معناها.
أنه كان قنوعًا يرضى بما هو موجود من الأكل وحتى الموجود منه يأكل فقط ما يسدّ رمقه ولا يتكبر أبدًا عن النعمة.
يبدو أن الصديق قليل الكلام إلا للضرورة. حدد العبارة الدالة على ذلك.
لا يقول فيما لا يعلم، ولا يماري فيما علم.
أما الفكرة الرئيسة الواردة في الفقرة، فهي:
المكانة التي احتلها الصديق في قلب صديقه.



  • الفقرة الثانية (كان أكثر دهره - وحيلته وقوته):


عرض الكاتب طائفة من الصفات المعنوية التي تحلى بها الصديق المثاليّ. عددها؟
كثرة الصمت.
نجدة الضعيف.
عدم التدخل في الجدال العقيم.
قوي الحجة لا يلوم غيره.
يطلب النصيحة.
متسامح.
الفكرة الرئيسة في الفقرة تتمثل في:
وصف الكاتب لسلوك المرء مع الناس.


  • الفقرة الثالثة: (فعليك - للجميع):


بم نصح الكاتب قرّاءه؟
التحلي بالأخلاق الواردة في النص
الفكرة الرئيسة في هذه الفقرة:
دعوة الكاتب للتحلي بأخلاق الصديق المثاليّ.


القراءة التحليلية للعنوان

عنوان النص (أخلاق صديق) هو مركب إضافي يتكوّن من (أخلاق - المضاف)، و(صديق - المضاف إليه)، يدل على مجموعة الأخلاق والصفات التي ينبغي أن يتحلى بها الصديق المثاليّ.


القراءة التحليلية للنص

اللغة

  • اللغة واضحة ومباشرة تخلو من الألفاظ الصعبة غير المفهومة، كما اعتمد الكاتب على استخدام ضمير الغائب في النص، على نحو (كَانَ لَا يتََبرََّمُ، وَلَا يتسََخَّطُ، وَلَا يتَشََهَّى، وَلَا ينَتَْقِمُ مِنَ العَدُوِّ وَلَا يغَْفُلُ عَنِ الوَلِيِّ، وَلَا يخَُصُّ نَفْسَهُ دُونَ إخِْوَانِهِ بشَِيْءٍ مِنِ اِهْتِمَامِهِ وَحِيلَتِهِ وَقُوَّتِهِ).
  • استخدام بعض الأساليب اللغوية من مثل: الشرط: في قول (فإذا نطق بزّ القائلين)، و(فإذا جدّ الجد فهو الليث عادياً)، واستخدام النفي، في قول (لا يكثر إذا وجد - لا يلوم أحداً - لا يشكو وجعه).


الأسلوب

هيمنة الأسلوب الخبري في النص، فالكاتب هنا ينقل الصفات الصديق المثلى، وقد تمثل ذلك في العديد من المواضع، من مثل (كَان لِي أَخٌ مِنْ أَعْظَمِ النَّاسِ فِي عَيْنِي)، وقول (وَكَانَ أَكْثَرَ دَهْرِهِ صَامِتًا، فَإِذَا نَطَقَ بَز القَائِلِينَ).


الصور الفنية

(فإذا جدّ الجِدُّ فهو اللّيثُ عادِيًا): شبه الصديق بالأسد الذي يثبت عند الجد، هنا المشبه: هو الصديق، المشبه به: الليث، وكلاً من أداة التشبيه ووجه الشبه محذوف، وعليه فهو تشبيه بليغ.


المحسنات البديعية

  • الكناية، في قول:

- (سلطان بطنه) أنه كان لا يشتهي أنواعًا معينة من المأكولات، وإن أكل لا يكثر فيكتفي بما يسد به جوعه وبالتالي فهي كناية عن الاكتفاء بسد الرمق.

- (سلطان لسانه): تعني أنه كان لا يتفوه إلا بالكلام المفيد والصائب وهنا كناية عن الحكمة والتريث بتحكيم العقل.

- (خارجاً من سلطان جهالة): كناية عن العلم والاطلاع الواسع.

  • طباق سلب: يطيق - لا يطيق.
  • طباق إيجاب: نعمة - مصيبة.
  • المقابلة: أخذ القليل - ترك الجميع.



والمقابلة هي أن يؤتى بمعنيين أو أكثر، ثم يؤتى بما يقابل ذلك بالترتيب، مثال قوله تعالى: (وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِث). سورة الأعراف الآية157.