صاحب النص

ابن خلدون؛ هو عبد الرحمن بن خلدون، ولد عام 723هـ في تونس، تميز بحبه للعلم، كان على اتصال بعلماء عصره، فأخذ وتعلّم منهم شتى المعارف والعلوم، كان كثير التنقل بين الأندلس والمغرب العربي، خلّف وراءه العديد من الأعمال والمؤلفات، وأبرزها كان عملاً ثميناً ومصدراً غنياً؛ وهو كتابه المعروف: (العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر)، وهو ما يعرف في الوقت الحالي بـ (مقدمة ابن خلدون)، توفي -رحمه الله- عام 808هـ.


فهم النص

المفردات والمعاني

  • فن التاريخ: علم التاريخ.
  • يروم: يطلب.
  • الحيد: الانحراف.
  • أصولها: مصادرها.
  • الهذر: التكلم بالخطأ والباطل.
  • سبروها: حللوها.
  • النّحل: العقائد.
  • مماثلة: مقارنة.
  • السريانيون والنبط والتباعية: قدامى شعوب الشرط الأوسط.


الفكرة العامة

أشار ابن خلدون إلى أهمية علم التاريخ باعتباره حافظاً لأحداث البشر السالفة، أما القضية التي تناولها فتتمثل في كيفية كتابة التاريخ، وأصر على فكرة وجود منهجية علمية تعتمد على مقاييس موضوعية لكتابة تاريخ الشعوب.


تحليل النص


لغة النص

  • يظهر في لغة النص البساطة والسهولة، فابن خلدون ابتعد عن لغة أهل عصره التي تميزت بصعوبة الألفاظ، على نحو قوله: (يحتاج صاحب هذا الفن إلى العلم بقواعد السياسة، وطبائع الموجودات واختلاف الأمم والبقاع).
  • اللغة الإصلاحية ظاهرة في النص، ومن ملامحها: الإطناب والتكرار، والإلحاح في الفكرة.
  • اللغة الخطابية ظهرت في النص أيضاً، على نحو (اعلم أنّ فن التاريخ فن عزيز المذهب).


نهج النص

اعتمد الكاتب على المنهج المنطقي الذي يعمد إلى الإقناع والتأثير في القارئ، وظهر ذلك في:

  • تقديم المشكلة المتمثلة في الأخطاء المنتهجة في كتابة التاريخ.
  • إقناع القارئ بوجود المشكلة.
  • إعطاء البديل وتقديم طريقة مثلى وسليمة لكتابة التاريخ.


وقد ورد في النص بعض الأقوال التي تشير إلى ذلك، مثل:

  • لم يعرضوها على أصولها.
  • لا قاسوها بأشباهها.
  • فضلّوا عن الحق.
  • الحيد عن جادة الصدق.


وتتمثل أهمية هذا النهج بكونه يطفئ حرارة الشوق لمعرفة هذه الأفكار، لأن الكاتب يصدر الأحكام مسبقاً، فلا ينتظر القارئ الجديد أو الخبر؛ لأنه مطلع عليه مسبقاً.


أسلوب النص

  • اعتمد الكاتب في نصه على الأسلوب العلمي، ومن خصائصه ومظاهره:
  • مخاطبة العقل.
  • الأفكار الواضحة.
  • توظيف المصطلحات.
  • غياب العاطفة.
  • توظيف المنطق.


  • كما عمد الكاتب إلى الأسلوب الأدبي، ومن مظاهره:
  • توظيف الصور البيانية، على نحو (ينكبان به عن المزلات، تاهوا في بيداء الوهم، مطية الهذر).
  • توظيف المحسنات البديعية، على نحو:
  • الطباق: غثاً - سميناً، الحاضر - الذاهب.
  • توظيف السجع في بعض الجمل.


  • عمد الكاتب إلى الشرح والتعليل، على نحو قوله: فهو محتاج إلى مآخذ متعددة، وقوله: إذ يوقفنا .... لأن الأخبار.


  • استخدم الأسلوب التفسيريّ، حيث يهدف إلى تنوير القارئ وتفسير المشكلات له، ومن مؤشراته:
  • الإجابة على الأسئلة (كيف، لماذا، متى).
  • الإكثار من الأدلة والبراهين.
  • اعتماد ضمير المتكلم.



يمكنك الاطلاع على تحضير المزيد من الدروس: نص "تهديد ونصح"، ونص "الشجاعة الأدبية"