التعريف بالنص:

  • اسم النص: زحف عربي ظافر.
  • صاحب النص: حبيب بن أوس الطائي المعروف بأبي تمام، شاعر سوري، وُلِدَ عام 803م فِي قرية جاسم قرب دمشق، نشأ في أسرة فقيرة، جاء إِلى مصر صبيًا ليعمل في المسجد يسقي الماء، حيثُ تلقّى أول الدروس في العلم والأدب، بعد ذلك عاد إِلى بغداد وتقرّب من "المعتصم بالله" خليفة المسلمين العباسي، وذلك اتّخذه شاعرًا له، أولى اهتماماً بالمحسنات البديعية إلى جانب الاهتمام بالفكر والمعنى في القصيدة الشعرية، توفي سنة 845م، ومن آثاره: (ديوان الشعر، الحماسة، فحول الشعراء).
  • نوع النص: قصيدة من الشعر العمودي.


الفكرة العامة

القصيدة تتحدث عن فتح عمّورية، ومخالفة ما قاله المنجمّون وقتذاك.


الأفكار الرئيسية


من البيت 1 إلى 8
تمجيد القوة، والسخرية من المنجمين
من البيت 9 إلى 11
تعظيم الفتح والفرح بالنصر
من البيت 12 إلى 13
تصوير الدمار والحريق الذي خلفته المعركة في عمورية


المعاني والمفردات

  • إنباءً: إخبارًا (من أنبأ ينبئ إنباء أي أخبر يخبر إخبارًا)
  • الحد: الفصل.
  • الصفائح: جمع صفيحة وهي الحديدة والمقصود هنا السيوف.
  • الأريب: جمع ريبة: الظن.
  • شهب الأرماح: الرماح رؤوسها تلمع مثل الشهب.
  • الخميسين: مثنى الخميس وهو الجيش، وسُمي خميسًا لأنه ينقسم إلى خمسة أقسام.
  • السبعة الشهب: هي الكواكب السيارة.
  • تخرّصا: كذبًا.
  • نبع: شجر صلب يتخذ منه القسيّ.
  • غرب: شجر رخو ينبت على شاطئ النهر.
  • مجفلة عنهن: من الفعل أجفل بمعنى أسرع، والمقصود أنَّ الأيام ستكشف عن عجائب بسرعة.
  • دهياء: كارثة.
  • حُفّلا: الناقة التي امتلأ ضرعها باللبن.


مناسبة القصيدة

كتب أبو تمام هذه القصيدة بعد النصر الذي حققه الخليفة العباسي المعتصم حينما فتح عمورية، وقد كانت هذه المعركة بمثابة رد على اعتداء إمبراطور الروم على بلدة زبطرة العربية، التي عاث فيها الروم الفساد، كما ترد الاعتبار إلى المرأة العربية التي استنجدت بالمعتصم بقولها (وامعتصماه)، حيث استخف فيها الجنود الروم، واستبعدوا أن يطلق المعتصم جيشاً لتلبية ندائها ونجدتها.


إذ لما سمع الخليفة بما جرى قال مقوته الشهيرة: (والله لآتينهم بجيش أوله عندهم وآخره عندي)، فما كان من المنجمين إلا أن حذروه من الهزيمة التي ستقع إن مضى سريعاً، وقالوا له أن ينتظر لموسم نضج التين والعنب، لكن المعتصم لم يردّ عليهم ولم يؤمن أو يصدق ما قالوه، وآمن بتقديم الأسباب من أجل النصر، ومضى إلى الحصون فاكتسح أنقرة، واتجه إلى عمّورية فانتصر فيها انتصاراً عظيماً وحرر تلك المرأة العربية، فنَظـَمَ أبو تمام هذه القصيدة.




وفي القصيدة سخرية من المنجمين، حينما حذروا المعتصم من فتح عمورية، وتأكيد قاطع على أنَّ قوة الحرب هي وحدها الحد الفاصل لتحقيق النصر.




شرح النص


إلامَ يرمز السيف؟ وإلامَ ترمز الكتب؟
يرمز السيف إلى القوة، وترمز الكتب إلى مزاعم المنجمين.
ما موقف الشاعر من مزاعم المنجمين؟
وقف الشاعر من أقوال المنجمين موقف الساخر المستهزئ بهم المتحدي لهم أنْ يأتوا بالحقيقة قبل وقوعها.
عقد الشاعر موازنة بين أدوات القتال ومزاعم المنجمين، وضحها.
عقد الشاعر موازنة بين أدوات القتال التي تحقق النصر وبين مزاعم المنجمين التي تثبط الهمم، فأمَّا أدوات القتال كالرماح مثلًا تؤدي دورها الفعّال في المعركة بلمعانها وحركتها وتأثيرها على المحاربين، وأمَّا التنجيم فلا قيمة له، إذ أثبت فشله في تحقيق النصر، حيث زعم أصحابه أن الهزيمة ستلحق بجيش المسلمين إن مضى لتوه إلى المعركة لكن المسلمين انتصروا بفضل الله وبفضل سعيهم ومضيهم.
وضح قيمة الفتح؟
قيمة الفتح أنَّه فتح عظيم، والدليل على عظمته أنّ الشعر والنثر يعجز عن الوفاء بحقه ووصفه.
ما المقصود بفتح الفتوح؟
المقصود بفتح الفتوح هو الفتح العظيم الذي لا نظير له.
بمَ بدأ الشاعر قصيدته؟ ومن أين استمدها؟
بدأ الشاعر قصيدته بحكمة يمجد فيها السيف ويسخر من المنجمين، وقد استمد هذه الحكمة من الواقع والتجربة، فالقوة سبب في النصر.
ما علاقة الحكمة بالنص؟
جاءت الحكمة ردًا على المنجمين وتكذيبًا لهم.
كيف تعلل عمق الأفكار لدى الشاعر؟
أفكار الشاعر عميقة، فهي نابعة من العقل والتفكير المنطقي السليم، عكس كلام المنجمين، الذي لا أساس له من الصحة، فهو مُستمَد من نسج الخيال.
بمَ توحي الكلمات (زعموا وصاغوه)؟
توحي هذه الكلمات بأنَّ المنجمين قاموا بخلق الفكرة من نسج خيالاتهم.
ماذا حلَّ بالروم؟
انهزم الروم شر هزيمة، ولحق الدمار مدينتهم فاستوحشت ساحاتها وميادينها، وأكلتها النيران من كل جانب.


القراءة التحليلية للنص


اللغة

لغة النص قوية والألفاظ جزلة، مثل: (بيض الصفائح لا سود الصحائف ... تخرصًا وأحاديثًا مُلفقةً).


الأسلوب

النمط الغالب على النص هو الحجاج، ومن مؤشّراته:

  • توظيف الحكمة؛ وذلك في البيت الأول، فالحكمة مصدرها العقل، والعقل يحاجج.
  • تقديم الحجج: النصر للقوي.
  • استخدام أسلوب التفضيل: "أصدق".
  • توظيف عبارات الشك: "زعموا".


  • كما استخدم الشاعر في البيت الرابع أُسلوبًا إنشائيًا وهو الاستفهام، "أين الرواية؟" وكرره "أين النجوم؟"، وغرضه البلاغي السخرية، والغاية منه إبطال مزاعم المنجمين.


الصور البيانية

  • البيت الأول: (السيف أصدق إنباءً)، استعارة مكنية، حذف المشبه به وهو "الإنسان"، وأبقى على صفة من صفاته وهي "الصدق في الإنباء"، أثرها هو توضيح معنى النصر بأنَّه لا يكون إلا بالسيف في ميدان المعركة، وتقوية هذا المعنى في نفس القارئ.
  • البيت الثالث: (والعلم في شهب الأرماح لامعة)، شبه الرماح بالشهب اللامعة التي تظهر في السماء، ووجه الشبه بينهما هو اللمعان، وأداة التشبيه محذوفة، فهو تشبيه مفصل مؤكد.




عندما تُذكر أداة التشبيه يسمى التشبيه مرسلًا، وعند حذفها يُسمى مؤكدًا، وعندما يُذكر وجه الشبه يٌسمى مفصلاً، وعندما يُحذف يُسمى مجملًا.




مظاهر التجديد في القصيدة

خالف الشاعر أسلافه في بناء قصيدته حيثُ استهلها بحكمة، بينما كان المألوف البدء بالمقدمة الطللية الغزلية.