التعريف بالنص

  • اسم النص: المذياع.
  • صاحب النص: محمود غنيم، شاعر مصري حافظ للقرآن الكريم، ولد في عام 1901م، عمل في مهنة التدريس، ثم التفتيش، ثم أصبح عميدًا للغة العربية، كان شغوفًا بالشعر وحفظ كثيرًا منه، ومن مؤلفاته: (ديوان صرخة في واد، وديوان ظلال الثورة)، وله العديد من المسرحيات الشعرية، وتوفي سنة 1972م.
  • نوع النص: قصيدة من الشعر العامودي.
  • مصدر النص: نصوص أدبية.


الفكرة العامة للنص

وصف الشاعر محمود غنيم للمذياع، والحديث عن مكوناته وما يتميز به.


الأفكار الرئيسية

  • إبداء الشاعر الاستغراب والاندهاش من المذياع.
  • وصف الشاعر للمذياع في غرفته.
  • ذكر الشاعر للمزايا العديدة التي يمتلكها المذياع.


المعاني والمفردات

  • شادٍ: مغنٍّ.
  • ترنَّم: تغنَّى.
  • قُدَّ: صُنِع.
  • منحصرًا: عاجز عن استيعاب هذا الأفق الواسع.
  • انحصرت: احتُبست.
  • أذرُ: أترك.
  • الحشو: ما يُملأ به الشيء.
  • جوفها: داخلها.
  • الورى: الخلق.
  • الأفق: آخر ما تراه العين من الأرض، وكأنها لامست السماء.


فهم النص


ما الاختراع الذي يتحدث عنه الشاعر؟
المذياع.
ماذا أثار المذياع في نفس الشاعر؟
الدهشة والاستغراب.
ماذا جعلت آلة المذياع من غرفة الشاعر؟
جعلتها أفقًا كبيرًا يضم العالم والناس أجمع.
بماذا يتميز المذياع من وجهة نظر الشاعر؟
التحكم في الأصوات من خلال اللوحة، فيمكن سماع الألحان أو الثرثرة أو أي شيء آخر.
بماذا شبَّه الشاعر المذياع؟
شبَّهه بالإنسان الذي يغني ويترنم.
ما الذي يدل على اندهاش الشاعر من المذياع؟
أين العود والوترُ؟سمعتُ لسانًا قُدَّ من خشبٍلو قلتُ بالجنِّأو قلتُ بالسحرِ


شرح النص الشعري


البيت الشعري
الشرح
شادٍ ترنمَ، لا طيرٌ ولا بئرٌ * * *
يا صَاحبَ اللحن،
أين العود والوترُ؟
يصف الشاعر في هذا البيت المذياع، ويخبرنا أنه مثل المغني الذي يغني أجمل الألحان، ويتساءل أيضًا كيف لهذا الجهاز أن يصدر هذه الأصوات وهذه الألحان دون وجود آلة العود والوتر.
إني سمعتُ لسانًا قُدَّ من خشبٍ * * *
فهل تُرى بعد هذا ينطقُ الحجر؟
يخبرنا الشاعر أن للمذياع الخشبي لسان يتحدث به وهذا شيء عجيب أدهشه، فكيف لهذا الصندوق المصنوع من الخشب أن يتحدث ويخرج الصوت منه، ثم يستفهم استفهاماً استنكاريّاً بسؤاله عن الحجر هل سينطق بعد هذا الاختراع أم لا.
لو قلتُ بالجنِّ، قلتُ: الجن أنَطقَهُ* * *
أو قلتُ بالسحرِ، قلتُ: القوم قد سُحروا
يرى الشاعر أن هذا المذياع لو كان من اختراع الجن سيقول إن الجن هو من يُنطقه ويجعله يتكلم، وإن كان سحرًا فقد سحره فعلًا كما يفعل السحر الحقيقي بالإنسان.
وآلةٍ جَعَلَتْ من حجرتي أُفقًا * * *
يرتدُّ منحسرًا عن حدِّه البصر
يصف الشاعر غرفته بعد أن وضع فيها المذياع، فقد أصبحت واسعة باتساع الأفق يرتد فيها البصر بعد أن كانت حجرة صغيرة.
كأنما الكرةُ الأرضيَّة انحصرتْ* * *
في جوفها، والورى في جوفها انحصروا
يخبرنا الشاعر أن هذا المذياع بالأخبار التي يحملها له جعلت العالم كله محصورًا في غرفته الصغيرة، والناس كلهم قد أصبحوا فيها أيضًا.
قد حكّمتني في الأصوات لوحتها* * *
فصرت أختار ما آتي وما أذرُ.
يصف لنا الشاعر لوحة الأرقام الموجودة على المذياع، وكيف بإمكانه أن يقلب بين هذه الأرقام فيستمع لما يريد ويتجاوز عما لا يريد سماعه من خلال تحكمه في هذه اللوحة.
وكلُّ رقْم عليها حشوُهُ طربٌ * * *
وفيه كنزٌ من الأَلحان مستتر.
يبين لنا الشاعر أن كل رقم في هذه اللوحة يحتوي على قناة، وهذه القنوات طربية فيها من كنوز الألحان والموسيقى الكثير.
ثَرثارَةٌ، إن أردتَ القولَ ثرثرةً * * *
فإن أردتَ اختصارًا فهْو مختَصر
يرى الشاعر أن المذياع فيه من القنوات الكثير، بعضها يكون ثرثارًا وبعضها الآخر يختصر على المستمع ما يريد سماعه فقط، وهذه واحدة من الميزات التي يحدثنا عنها الشاعر فيما يخص المذياع.


القراءة التحليلية

اللغة:

استخدم الشاعر لغة قوية مليئة بالصور الفنية، وقد استطاع من خلال هذه الصور أن يوصل للقارئ نظرته للمذياع، والشعور الذي يتملكه تجاه هذه الآلة الجديدة والمذهلة في نظره، ونجح الشاعر في ذلك، فوصف لنا المذياع في غرفته وما يتميز به وصفًا دقيقًا، حتى أن القارئ يشعر وكأنه في غرفة الشاعر يستمع للمذياع.


الأسلوب:

استخدم الشاعر في قصيدته الأسلوب الخبري، وهذا النوع من الأساليب يحتمل الصواب كما يحتمل الخطأ، ومثال ذلك قول الشاعر: (قد حكَّمتني في الأصوات لوحتها)، وقوله: (كأنما الكرةُ الأرضيَّة انحصرتْ).


الصور الفنية:

استخدم الشاعر العديد من الصور الفنية، وفيما يأتي ذكر بعض مواضع الصور الفنية:

  • (شادٍ ترنمَ، لا طيرٌ ولا بئرٌ): شبه الشاعر المذياع بالمغني ذي الصوت العذب الجميل.
  • (إني سمعتُ لسانًا قُدَّ من خشبٍ): شبه الشاعر المذياع الخشبي بالإنسان الذي له لسان ويتكلم.
  • (وآلةٍ جَعَلَتْ من حجرتي أُفقًا، وكأنما الكرةُ الأرضيَّة انحصرتْ في جوفها، والورى في جوفها انحصروا): شبه الشاعر غرفته الضيقة بالأفق الواسع الرحب الذي يضم فيه الكرة الأرضية بأكملها، ويستطيع من خلالها سماع الأخبار المختلفة حول العالم وهو جالس مكانه لا يتحرك.


الوحدة الموسيقية:

  • اختار الشاعر في قصيدته كلمات متقاربة في الحروف، وهذا ما أعطى القصيدة وحدة موسيقية واضحة وجميلة، ومن هذه الكلمات مثلًا: (انحصرت - انحصروا)، و(ثرثارة - ثرثرة).
  • تعمَّد الشاعر تكرار بعض الكلمات في القصيدة مثل الجن والسحر، مما أضاف إلى الأبيات الشعرية موسيقى داخلية جعلتها متناسقة ومتناغمة.