البطاقة التعريفية للنص:

  • اسم النص: وداعًا أيّها الكروان.
  • صاحب النص: حُسين مؤنس، كاتب ومُفكر ومؤرخ مصري، وُلِدَ عام 1911م بمدينة السويس، نشأ في أُسرة كريمة، وتعهده أبوه بالتربيّة والتعليم، فشبَّ مُحبًا للعلم، مفطورًا على التفوق والصدارة، بعد الشهادة الثانوية تخصص في التاريخ بكلية الآداب، شغلَ عدة مناصب، منها: أُستاذ التاريخ الإسلامي بكلية الآداب في جامعة القاهرة، ومدير عام بوزارة التعليم، ومدير معهد الدراسات الإسلاميّة في مدريد، ورئيس تحرير مجلة الهلال، ظلَّ وافر النشاط، متوقّد الذهن، على الرّغم من كبر سنه وضعف قدرته على الحركة، وملازمته للمنزل حتى توفاه الله في 17 مارس، 1996م، ومن مؤلفاته: فجر الأندلس، معالم تاريخ المغرب والأندلس، رحلة الأندلس، تاريخ الجغرافية والجغرافيين في الأندلس، تاريخ المغرب وحضارته من قبل الفتح العربي إلى بداية الاحتلال الفرنسي.
  • نوع النص: نص سردي يندرج ضمن المجال السكاني.
  • مصدر النص: مجلة الفيصل، العدد 63.


الفكرة العامة

وصف الكاتب حبُه للطبيعة وحزنه على هجرة الكروان بسبب اختفاء الأشجار والحدائق التي حلَّت محلها العمارات والبنايات.


الأفكار الرئيسيّة

  • استمتاع السارد بشدو الكروان وبمنظر البيوت الريفيّة المُحيطة بمنزله.
  • اختفاء الكروان بعد اختفاء الأشجار التي يعشش بها.
  • صدمة السارد من اختفاء الأشجار والبيوت الريفيّة وتعويضها بعمارات من الإسمنت المسلح التي كتمت أنفاسه.
  • محاولة السارد التخفيف عن نفسه بزرع بعض أشجار الورد في حديقة منزله بعدما فقدَ الأمل في عودة الكروان.


المعاني والمفردات


الكلمة
المعنى
شدو
غناء، تغريد.
الكروان
نوع من الطيور المُغرِدة.
الليالي المقمرة
الليالي المُضاءة بنور القمر.
صاخبة
عالية، مزعِجة.
روعني
أفزعني.
تحجب
تُخفي، تُغطي.
عزائي
ما يُخفف عني.
تنفذ
تدخل، تتسرب.
أصيص
وعاء من طين غالبًا، تُغرس فيها الزهور والورود.
اندثرت
زالت.
أناجيها
أحدّثها بما يجول في نفسي.
الرخيم
العذب، الرقيق، الجميل.


فهم النص


متى تُقال كلمة وداعًا؟
تُقال هذه الكلمة عند رحيل شخص ما.
ما الكروان؟ وما علاقته بالكاتب؟
الكروان طائر جميل، أبيض اللون، وحسب الكاتب فإنَّه لا يحلو له التحليق إلا في الليالي المقمرة، وعلاقته بالكاتب هو استئناس الكاتب به وتوديعه عند رحيله.
ما الفكرة التي يُعالجها النص؟
الفكرة التي يُعالجها النص هي كثرة البنايات واختفاء المساحات الخضراء.


شرح النص

منذ أنْ سكن السارد هذا الحي وهو يستمتع بشدو طائر الكروان في الليالي المقمرة وبمنظر البيوت الريفيّة المحيطة بمنزله، لكنَّه تفاجأ ذات يوم باختفاء صوت الكروان، ليكتشف بعد ذلك أنَّها لم تختفِ وحدها، وإنَّما اختفت معها الأشجار والبيوت الطينيّة بل حتى النهر الذي كان يُراقبه من شرفة منزله قد حجبته عنه العمارات الإسمنتيّة التي حلَّت محل الأشجار، وبدل شدو الكروان صار يسمع أصوات موسيقى صاخبة تنبعث من العمارات، وللتخفيف عن نفسه زرع بعض أشجار الورد في حديقة صغيرة ليقضي الوقت في مُناجاتها، بعدما فقد الأمل في عودة الكروان.

والكروان هو طائر من فصيلة الدَّجاجيَّات، له منقار مُقوَس نحو الأسفل، جميل الصوت، مُهاجِر، يعيش قُرب الأنهر والشواطئ.

ويُناقش النص قضية الزحف الإسمنتي وما يُخلّفه من تدمير للمجال الأخضر الذي يُشكل مأوى للكائنات الحيّة ما يؤدي إلى اختفائها.


وفيما يلي بعض الأسئلة حول النص، مع بيان إجاباتها:


ما الذي كات يسعد الكاتب في الحي الذي يقطُنه؟
كان يسعد الكاتب في الحي الذي يقطنه شدو الكروان في الليل.
كيف صوّر الكاتب البيئة المُحيطة به؟
صور الكاتب البيئة المحيطة به بكونها مخضرة ومزهرة، فقد كان بيته مُحاطًا ببيوت جميلة، ذات حدائق وقصور ريفيّة رائعة.
لماذا أخذت أصوات الكروانات تقل؟
أخذت أصوات الكروانات تقل بسبب اختفاء القصور الريفية واستبدالها بالعمارات الضخمة، وزوال الأشجار والحدائق، فلم تجدْ طيور الكروانات الأشجار لكي تعشش فيها.
ما هي مظاهر التغيير التي لحقت تلك البيئة؟
مظاهر التغيير التي لحقت تلك البيئة هي:
- حلول محل الأشجار هوائيات التلفاز.
- اختفاء الربيع وتلوث زهور الصيف ووروده.
- انتشار عمارات الإسمنت.
- اختناق الجو.
كيف وجد الكاتب حديقته بعد عودته من أوروبا؟
بعد عودة الكاتب من أوروبا وجد حديقته زالت وحلَّ محلَّها هيكل إسمنتيّ مسلّح يصعد.
ما الذي يحتاجه الكروان؟
يحتاج الكروان إلى الأشجار لكي يعشش فيها.
ما معنى أنَّ الزهور والأشجار الصغيرة تحتاج إلى حب؟
يقصد الكاتب من ذلك أنَّ الزهور والأشجار الصغيرة تحتاج إلى العناية والاهتمام لكي تنمو، غير ذلك فإنَّها ستذبل وتموت.


القراءة التحليلية للعنوان

  • تركيبيًا: العنوان عبارة عن جملة فعليّة، حُذِفَ فعلها وتقديره "أودّعك وداعًا أيُّها الكروان".
  • دلاليًا: يدلّ العنوان على أنَّ الكروان سيرحل بلا عودة، لكننا نجهل سبب هذا الرحيل.


الصورتان المرفقتان مع النص

صورتان فوتوغرافيتان، تَظهر في الأولى أغصان شجرة قليلة الأوراق، وعلى أغصانها طائر الكروان، وتَظهر في الثانية شارع مدينة مليء بالسيارات وبجانبه عمارات إسمنتيّة، ولا وجود لأي نبتة أو شجرة بجنباته، كما لا يوجد أي أثر للكروان، والصورتان متناقضتان، وهذا يدل على صراع بين مجال أخضر بدأ يتآكل، ومجال إسمنتي مزدهر ومتّسع.

والعلاقة بين العنوان والصور هي علاقة تكامل، فالصورتان تكشفان سبب رحيل الكروان، وهو اختفاء الأشجار من شوارع المدن التي غطاها الإسمنت.


عناصر خطاب النص

  • المُرسِل: الكاتب.
  • المُرسَل إليه: المسؤولون وعموم القرّاء.
  • الرسالة: التنبيه إلى التغيير الذي يحدث للطبيعة بسبب زحف العمران.


الحقول الدلاليّة


قبل رحيل الكروان
بعد رحيل الكروان
الليالي المقمرة، بيوت جميلة ذات حدائق، قصور ريفيّة رائعة، شدو الكروان، أشجار، زهور الصيف، حديقة أنيقة، ضفة النهر.
العمارات الضخمة، موسيقى صاخبة، هوائيات التلفاز، عمارات الإسمنت، هيكل إسمنت مسلح، اختفى النهر، تحجب عنا النور.


نلاحظ أنَّ تواجد الكروان مرتبط بعناصر الطبيعة والمجال الأخضر، واختفاؤه مرتبط بمظاهر التمدّن، مما يدل على أنَّ زحف المدن يُدمِر الطبيعة ويقضي على الكائنات الحيّة.


عناصر القصة


الشخصيات

  • الكاتب.
  • طائر الكروان.


زمان ومكان النص

  • الزمان: عام: الماضي - خاص: الليل، يوم من أيام الربيع.
  • المكان: الحي، مدينة، أوروبا.


البنيّة السرديّة

  • البدايّة: استمتاع السارد بشدو الكروان والمناظر الطبيعيّة.
  • الحدث المُحرِك: زحف المدن على حساب المجال الأخضر.
  • العقدة: اختفاء الكروان والأشجار والنهر.
  • الحل: غرس بعض أشجار الورد في حديقة المنزل.
  • النهاية: اختفاء الكروان إلى الأبد.


الرؤية السرديّة

الرؤية المصاحبة، فالسارد هو الشخصية المحورية في النص، واستخدم ضمير المتكلم "أنا".


القراءة التحليلية للنص


اللغة

لغة النص لغة مباشرة تقريرية خالية من الصور الفنية والإيحاء، لإبراز الآثار السلبيّة لسلوكات الإنسات تجاه بيئته.


الأُسلوب

كطبيعة معظم النصوص السرديّة، فالنص يراوح بين توظيف السرد والوصف، ومن أمثلة ذلك في النص:

  • السرد: (لا أنسى يومًا من أيام الربيع من خمس سنوات ... عدت من رحلة طويلة في أوروبا).
  • الوصف: (كان بيتي مُحاطًا ببيوت جميلة ذات حدائق، وبقصور ريفيّة رائعة، وكانت تلك القصور جميلة كالحدائق التي تُحيط بها، إنَّها قطع فنية معماريّة رائعة).


القيم المتضمنة في النص

حماية البيئة، تجنب السلوكات السلبيّة تجاه البيئة.