صاحب النص

هو أبو علي الحسن بن هانئ المعروف بأبي نواس، ولد بالأهواز في بلاد فارس عام 145هـ، نشأ في البصرة، درس الشعر وأجاده وكتب في موضوعات شعرية مختلفة كان أبرزها الخمريات، اشتهر باللهو والمجون ووصف كؤوس الخمر، عرف بشعوبيته وبأصوله الفارسية، وافته المنية عام 199 هـ.


نوع النص

نص شعري قصيدة لامية تتكون من أربعة عشر بيتاً، لغة القصيدة صعبة عموماً وذلك يعكس الطابع العام الذي اتصف به الشعر في ذاك العصر.


مضمون القصيدة

في هذه القصيدة ثار أبو نواس على المقدمة الطللية التي كانت بمثابة لزام على الشعراء أن يبدؤوا بها قصائدهم، فبدأ قصيدته بقوله: (مالي بدار خلت من أهلها شغل / ولا شجاني لها شخص ولا طلل).

كما تناول الشاعر عدة مضامين في قصيدته تتمثل في الآتي:

  • تناول فكرة الصراع ما بين الحياة الفكرية والمادية، حيث دعا الشاعر إلى التجديد في الموضوعات، وتخطي النمط التقليدي للقصيدة العربية، فهو يدعو إلى:
  • عدم بدء القصيدة بوصف الأطلال، وغيرها من الركائز التي تبنى عليها القصيدة العربية بشكلها التقليدي، حيث رفض الوقوف عليها كعادة الشعراء في القصائدهم.
  • مظاهر حياة البدو التي رفضها الشاعر تبرز في ثلاث نواحي: الحياة الاجتماعية والتي تجلت مظاهرها من خلال سكن الخيام واستعمال الحبال لإبقائها ثابتة.
  • وصف مظاهر الحياة العصرية كوصف القصور الفاخرة، والاكتفاء بوصف عناصر الطبيعة.
  • يهدف الشاعر وراء نفي حياة البداوة وإنكارها إلى إظهار التجديد في قصائده وميله إلى الحياة العصرية، والعيش الرغيد.
  • ولكن من ناحية أخرى فقد ظهر في أبيات القصيدة النزعة الشعوبية وهي صراع تمثل ما بين العنصر العربي والعنصر الفارسي، علماً بأنها نزعة هدامة؛ فالإسلام لم يفرق ما بين عربي وعجميّ إلا بالتقوى.


المعاني والمفردات

  • سرى: يسري سرياً، أي مضى وذهب في الليل وقطعه سيراً.
  • فتل: لوى.
  • عاج: مال.
  • الرسم: ما تبقى من آثار الديار.
  • أحوال: جمع حول أي السنة.
  • مجرمة: تامة.
  • الزرابي: نبات أصفر وأحمر فيه خضرة.
  • نثرة أسد: كوكبان وهنا أنف الأسد.
  • جلها: ألبسها.
  • بيداء: هي الفلاة القفر، جمعها (بيد).
  • النخل: الشيء المعطى تبرعًا أو ما يسمى بالهبة.
  • إبان: خلال.
  • فيئة: ظل.
  • لبلبلة: اللبلاب نبات يلفّ على الشجر له ورق كورق اللوبيا ويسمى عاشق الشجر وحبل المساكين.
  • خبل: الحزن أو الهم أو الرجل الذي فسد عقله.


اكتشف معطيات النص

  • ماذا يفيد حرف (ما) في البيت الأول؟ يفيد النفي.
  • ما موقف الشعر من الرسوم والأطلال؟ سخر أبو نواس من الرسوم والأطلال في هذه القصيدة.
  • اذكر بعض حياة البدو من خلال القصيدة؟ قول الشاعر (ولا شتوت بها عاماً فأدركني / فيها المصيف فإني عن ذاك مرتحل)، وقوله (ولا سرى بي فأحيه بها جمل)، وقوله (بيداء مقفرة).
  • ينفي الشاعر معرفته للبدو لحياة البداوة، إلامَ يهدف؟ يرمي الشاعر إلى نفيه لحياة البداوة إظهار السخرية والاستهزاء بحياة البداوة.
  • إلامَ يدعو الشاعر معاصريه؟ أن يتخذوا مذهباً جديداً بان يوفقوا بين الشعر وبين الحياة المعاصرة، كما يدعو إلى تجنب سنن القدماء وما ألفوه من ضروب العيش.
  • ما هي الأشياء الجديرة بالوصف في نظر الشعر؟ القصر المنيف والحدائق والشجر والطيور، فهذه الأشياء تطيل عمر الناظر لها.


أناقش معطيات النص

  • هل الصراع بين القدماء والمحدثين ظاهرة جديدة أم قديمة في حياة الأمم، دعم رأيك بالأمثلة. ظاهرة قديمة والصراع سمة من سمات الحياة والأمم، فكان مثلاً أبو نواس والشاعر مسلم ابن الوليد من الشعراء الذي سعوا إلى التجديد في الشعر العربي، وترك القواعد التي كان يكتب بها الشعر في العصر الجاهلي.
  • ما هي الأسباب التي جعلت الشاعر يدعو إلى الثورة على التقاليد وعلى كلّ قديم؟ جذوره الفارسية وشعوبيته ونفسيته الثائرة.
  • يدعو الشاعر معاصريه إلى الصدق الفني في قصائدهم، وضّح ذلك من خلال النص. بقوله (لا أنعت الروض إلا ما رأيت به / قصراً منيفاً على النخل مشتمل)، كما يدعو إلى ترك وصف الأطلال بقوله: (ما لي بِدارٍ خَلَت مِن أَهلِها شُغُلُ / وَلا شَجاني لَها شَخصٌ وَلا طَلَلُ وَلا رُسومٌ وَلا أَبكي لِمَنزِلَةٍ).


أحدد بناء النص

  • في النص صراع تناول الحياة المادية والفكرية، وضح ذلك. من ينغنى بحياة البداوة والبساطة، ومن يناهض ويناصر الحياة المعاصرة.
  • بمَ يذكرك البيت الأول في بناء القصيدة العربية؟ يذكر بالمقدمة الطللية والوقوف على الأطلال.
  • في النص تنفير من القديم وترغيب بالحديث، استخرج الألفاظ الدالة على ذلك؟ (ما لي بدار خلت، ولا شجاني لها شخص ولا طلل، ولا رسوم ولا أبكي لمنزلة، بيداء مقفرة، ولا سرى بي جمل، ولا شددت بها خيمة طنبا).
  • حدد نمط النص؟ سردي تخلله الوصف.


تركيب فقرات النص

  • إلام يعود تكرار النفي في الجزء الأول من القصيدة؟ تكرار النفي دلّ على رفض الشاعر لمظاهر البداوة القديمة ودعوته للتجديد.
  • قسم النص إلى فقرتين ثم بين علاقة الفقرة الأولى بالفقرة الثانية. الفقرة الأولى من البيت (1-7): إظهار الرفض والترفع عن البداوة، والفقرة الثانية من (8-14): دعوة إلى التجديد في الشعر من خلال وصف الجوانب الحضارية.
  • يصف الشاعر بيئتين مختلفتين حدد خصائص كل واحدة. البيئة البدوية، والبيئة الحضرية، امتازت البيئتين اللتين وصفهما الشاعر؛ بأن حياة البداوة تعدّ موطنًا ومأوى الحيوانات ويتمثل فيها الغطاء النباتي بكثرة مظاهر الطبيعة، أما حياة المدينة فتمتاز بالفخامة والجمال.