تقديم النص

بدايةً من المهم الإشارة إلى تعريف (شعر المنفى)، وهو شعر وجداني ينظمه الشعراء الخارجون من أوطانهم قسراً بسبب نفي أو غيره.


أمّا عن خصائص شعر المنفى، فهي:

  • يظهر فيه الحنين إلى الوطن والأصحاب، وشوق الأهل وحب الأرض.
  • التعبير عن الألم والمعاناة والشعور بالوحدة.
  • يصف الشعراء في هذا النوع من الشعر أوطانهم التي تركوها وهاجروا منها.
  • التعبير بلغة رقيقة عذبة المعاني والألفاظ.


أما عن أبرز رواد شعر المنفى، فهم: محمود سامي البارودي، وأحمد شوقي.


صاحب النص

هو محمود سامي البارودي ولد في القاهرة عام 1839م ونشأ هناك، تعلم في المدرسة العسكرية فتخرج منها ضابطاً، أحب الشعر وأجاده فصار شاعراً فصيحاً، نفي إلى سرنديب، ولبث هناك سبع عشرة سنة، كتب خلال تلك الفترة أجمل شعره الوطنيّ الوجدانيّ، رجع إلى مصر مسقط رأسه بعد ذلك، وتوفي عام 1904م.


المعاني والمفردات

  • الإيراق: السهر والسهاد.
  • المهجة: الروح.
  • عدا: بخل وشح.
  • سرنديب: جزيرة سيلان.


اكتشاف معطيات النص

  • عمن يبحث الشاعر؟ ما طبيعة علته؟ وما سببها؟ يبحث الشاعر عن طبيب يخفف عن آلام الفراق التي يشعر بها بسبب ابتعاده عن وطنه.
  • ما الفرق بين طبيعة حبه وحب غيره من شعراء الغزل؟ بين ذلك من النص؟ الشاعر هنا يصب حبه وشوقه إلى وطنه على عكس شعراء الغزل الذين يقصرون حبهم على الحبيب.
  • ما هو الخيط العاطفيّ الذي ظل يشد الشاعر طول القصيدة؟ من الذي يهز هذا الخيط؟ حنينه إلى الوطن وأهله وأصحابه، والشيء الذي يهز هذا الخيط، ويزيد عليه الشوق هي ذكرياته الماضية التي قضاها في وطنه.
  • بين مفردات القصيدة وعاطفة الشاعر علاقة وطيدة. استخرج منها ما يوحي بتلك العاطفة؟
  • يشفي: تدل على شدة الألم.
  • إيراق: تدل على السهر ومجافاته للنوم.
  • رمقاً: تدل على إشرافه على الهلاك.
  • جازعة: توحي بالقلق والاضطراب الذي يكتنفه.
  • همي: تدل على اكتئاب الشاعر وحزنه.


  • بماذا يذكرك الشاعر وهو يتوجه بالنداء إلى (بريد الصبا) و(طائر يبكي)؟
  • بريد الصبا: جميل بن معمر.
  • طائر يبكي: أبو فراس الحمدانيّ.


مناقشة معطيات النص

  • هل طغت على النص مظاهر الجدة أم أنه حافل بمظاهر التقليد للقصيدة القديمة، مثل ذلك من النص؟ التزم الشاعر بالنمط التقليدي للقصيدة، فحاكى جميل بن معمر أبا فراس الحمدانيّ، واعتمد لغة جزيلة قوية، محاكياً بذلك الشاعر شريف الرضي.
  • مزج الشاعر بين التجربة الشعورية الصادقة وخاصية المحاكاة والتقليد، فيم تمثل كل جانب، وعلام يدل ذلك فيما يتعلق بمكانة الشاعر الأدبية؟ صاغ الشاعر تجربته الشعورية محاكياً أبي فراس الحمدانيّ، ولكن دون أن يخفي الملامح الأدبية الخاصة بها وذوقه الفنيّ.
  • هل هناك في النص ما يوحي بالأبعاد السياسية لحالة الشاعر وهو في المنفى أم تراه وكأنه يتمثل شعراء قدامى كأبي فراس وجميل بن معمر؟ في البيت الخامس عشر ظهرت إشارة سياسية.
  • هل ترى على مفردات القصيدة تجديداً يساير مقتضيات اللغة الحديثة أم أنّ مفرداتها امتداد للقاموس اللغوي القديم؟ علل إجابتك بالاعتماد على الأبيات (3،6،8،12،14،18)؟ استعار الشاعر من قاموس القدامى، فذكر (براني، رعت، نجوم الليل، مأوى، بريد الصبا، يا طائراً، تولى أحشائي).
  • لا يخرج النص عن الصور البيانية التقليدية، استخرج من النص أمثلة عنها وميز وجه الإبداع فيها من وجه التقليد، ماذا تستنتج؟
  • حتى جرى البين فاستولى على الباقي: استعارة مكنية.
  • حزن براني وأشواق رعت كبدي: استعارة مكنية.
  • ولا أنيس سوى همي وإطراقي: استعارة مكنية.
  • أبيت أرعى نجوم الليل مترفق: كناية عن السهر.
  • أيام أسحب أذيال الصبا مرحاً: استعارة مكنية.
  • فيا لها ذكرى شب الغرام لها: استعارة مكنية.
  • عصر تولى: استعارة مكنية.
  • هل ترى تجديداً في البناء الموسيقيّ؟ (الوزن والقافية)؟ لا يوجد تجديد في بناء القصيدة، ولم يخرج الشاعر عن قواعد الشعر القديمة، فالقصيدة عمودية التزم الشاعر بقافية واحدة لها روي واحد هو القاف، والقصيدة نظمت على البحر البسيط.


تحديد بناء النص

  • يعبر الشاعر عن حالته النفسية بعيداً عن وطن الأحبة، فما هو النمط النصي الذي اختاره لذلك؟ النمط الوصفي.
  • تأمل الأبيات (12-13) ما هو النمط النصيّ المتبع؟ فيم خدم النمط النصي الأساسيّ؟ أسلوب الأمر، ساعده على ترسيخ موقفه الشعريّ.
  • اذكر الأبيات التي فيها إخبار؟ البيت (16، 17، 18).
  • ماذا تستنتج من هذا المزج من الأنماط؟ من الطبيعي أن يمزج كاتب النص بين عدة أنماط، إذ يصعب الالتزام بنمط واحد في كامل النص.


فحص الاتساق والانسجام

  • ما العلاقة التي تربط ما بين البيت الأول والأبيات (2-6)؟ الأبيات من 2-6 تفسر وتعلل البيت الأول، فتظهر فيها آلام وأوجاع الشاعر.
  • ما هي وظيفة الفاء في بداية البيت 12، والواو في البيتين 13 و14؟ الفاء: استئنافية، أما الواو في البيت 13 فهي حالية، والواو في البيت 14 في واو الجمع.
  • هل تلاحظ وجود علاقة تربط بين الأبيات الستة الأولى وبين ما يليها؟ ماذا تستنتج؟ في الأبيات الستة الأولى يصف الشاعر معاناته وآلامه التي كابدها خلال بعده عن وطنه، أما الأبيات التي تليها فيسلط الضوء على وطنه الأم مصر، ويعبر عن بالغ شوقه لها وحبه لها، وعليه فالأبيات ترتبط معاً بخيط واحد.
  • وازن بين البيت الأول والبيت الأخير من حيث إحساس الشاعر من حيث المعنى. ماذا تستنتج فيما يخص بناء القصيدة ووحدتها؟ ما الذي حقق ذلك؟ يرتبط كل من البيت الأول والأخير في الحالة الشعورية للشاعر؛ وهي الإحساس بالألم، وفي البيت الأول يبكي على فراق الأحبة، أما في البيت الأخير فيبكي الزمن الجميل، وعليه فنرى أن القصيدة التزمت بوحدة الموضوع الذي تحقق بفضل الحالة النفسية للشاعر الثابتة.